في خطوة تعكس الروح الدينية والوحدة المجتمعية، نظمت 750 امرأة من بغديدا رحلة حج إلى كنائس مدينة الموصل، بعد انقطاع طويل بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة. رحلة الحج التي انطلقت من كاتدرائية الطاهرة الكبرى، شملت سبع كنائس في المدينة، في رسالة محبة ودعوة للتعايش السلمي بين أبناء الشعب العراقي.

توجهت 750 امرأة من بلدة بغديدا (الحمدانية) إلى مدينة الموصل في رحلة حج مميزة، حيث جابت المشاركات سبع كنائس رئيسية في المدينة، بدءاً من كاتدرائية الطاهرة الكبرى. ووصفت هذه الرحلة بأنها تعبير عن وحدة أبناء شعب8 في نينوى، إذ كانت كنائس الموصل قبلة للمشاركات في رحلة حج استثنائية، بعد أن استبدلن حجهن إلى القدس أو روما بسبب التحديات الاقتصادية والجغرافية.

الأب روني سالم، مسؤول ومرشد “ملتقى أخوات مريم البتول للسريان الكاثوليك”، عبر عن فرحته بهذه الزيارة قائلاً: “الموصل مكان الحب والكرم، ووجود المسيحيين فيها له أهمية عظيمة. هذه الزيارة تمنح شهادة رائعة للمحبة والسلام والتعايش بين جميع أبناء العراق، مهما كانت خلفياتهم الدينية.”

وكانت رحلة الحج قد انطلقت من كاتدرائية الطاهرة الكبرى في بغديدا نحو كنائس الموصل في خطوة تهدف إلى تعزيز روح الإيمان والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف في المدينة. ومن بين الكنائس التي زارها الحجاج كانت كنيسة الطاهرة في منطقة حوش البيعة، التي كانت قد شهدت زيارة البابا فرنسيس قبل أربع سنوات.

لم تخف المشاركات من تأثير الظروف الأمنية والظروف التي مرت بها المدينة في السنوات الأخيرة. وكانت معظم المشاركات قد عبرن عن شعورهن بالخوف والقلق من العودة إلى الموصل. لكن بعد كلمات الأب رائد كلو في كنيسة البشارة، التي قال فيها: “الموصل مبتهجة بكم، وأهلها أيضاً”، تغيرت نظرتهم، حيث أكدوا أن أهالي الموصل استقبلوهم بترحيب كبير، داعين إياهم للعودة إلى مناطقهم ومنازلهم في المدينة التي طالما كانت رمزاً للتعايش بين مختلف الأديان.

هذه الزيارة لم تكن مجرد رحلة دينية، بل هي رسالة قوية تؤكد على أن المحبة والتعايش لا يزالان حاضرين في قلب مدينة الموصل، رغم التحديات التي مرت بها.

Leave a Comment