متابعة موصل تايم

تعيش العاصمة بغداد، حالة من الشيخوخة والامراض المزمنة، ولأن انسداد الشرايين هو أحد ابرز الامراض التي يعاني منها كبار السن وما يرتبط به من تدفق بطيء للدماء، فإن حركة تدفق العجلات في الطرق الرئيسة والفرعية في بغداد، أشبه بحالة انسداد الشرايين عند كبار السن، لكن هذا الانسداد لا يعود بسوء الصحة على جسد العاصمة فحسب، بل على العجلات والبشر الذين يبدأون صباحهم وينهون نهارهم يوميًا عالقين في عملية تدفق بطيئة في طرقات العاصمة.

مشاهد الازدحامات وتكدس العجلات اليومية، أصبحت عاملا لقتل الحماس والنشاط في نفوس العاملين والموظفين والطلبة، حيث يقفز التفكير بهذه المشاهد إلى أدمغة وتصورات البغداديين فور استيقاظهم صباحا، وبعد قتل الحماس، سيكون امامهم رحلة طويلة لقتل الوقت والخلايا العصبية في شوارع بغداد التي لا يجد الهواء النظيف مكانًا له وسط تلاصق العجلات وانبعاثات العوادم.

ووسط الازدحامات التي تتزايد يوميًا، يتزايد النقاش حول جدوى مشاريع فك الاختناقات التي تتضمن 6 انفاق و41 مجسرا خلال الحزمة الأولى بمبالغ مالية تقارب الـ2 تريليون دينار عراقي، فلم تفلح المجسرات بتفكيك التشابك اليومي في الجسور والتقاطعات والازقة الفرعية، وحتى الطرق السريعة بالاسم والبطيئة في الواقع.

2 تريليون دينار واكثر من 40 مجسرا.. الازدحامات “تخنق” مشاريع فك الاختناقات!

لا يمكن لبغداد أن تسيطر على عشوائية الازدحامات وتشابكها، بينما تتكاثر السيارات بشكل أسرع من البكتيريا، فنسبة النمو باعداد العجلات الداخلة الى العراق سنويًا أكبر بنسبة 150% من نسبة النمو السكاني في العراق، فبينما تبلغ نسبة النمو السكاني في العراق حوالي 2%، تبلغ نسبة النمو السنوية لعدد السيارات في العراق 5% سنويًا.

السيارات في العراق تتكاثر اسرع من البكتيريا.. نمو العجلات ضعف النمو السكاني

يرتفع عدد العجلات في العراق بمقدار 400 الف عجلة جديدة سنويًا، وفي بغداد لوحدها يزداد عدد العجلات 150 الف عجلة سنويًا، بينما لا يتم تسقيط العجلات القديمة والمتهالكة التي لاتزال تسير في الطرقات، ولا يتم إيقاف استيراد العجلات، فايقاف استيرادها “مكلف انتخابيًا” كما يقول وزير الاعمار في تصريح سابق.

400 الف عجلة جديدة سنويًا.. وإيقاف الاستيراد “مكلف انتخابيًا”

يبلغ عدد السيارات في العراق، اكثر من 8 ملايين عجلة، وفي بغداد لوحدها يوجد 3 ملايين عجلة، أي ان حوالي 35% من عجلات العراق بالكامل توجد في مساحة بغداد التي تشكل 1% من مساحة العراق بالمجمل.

ثلث عجلات العراق فيها.. بغداد 1% من مساحة البلاد وتمتلك 2% من طرقه!

وبحساب اطوال الطرق، فإن بغداد التي تضم اكبر عدد من سيارات العراق، تمتلك ثاني اقل عدد لاطوال الطرق بعد محافظة النجف، فطول الطرق في بغداد يبلغ 672 كيلو متر فقط، بعد النجف الذي يبلغ طول الطرف فيها 565 كم، من اصل اجمالي اطوال الطرق في العراق البالغة 34 الف كيلو متر.

هذا يعني أن بغداد التي تضم 35% من سيارات العراق، وحوالي ربع سكانه، لا تمتلك سوى اقل من 2% من إجمالي اطوال الطرق في العراق، وهذا ما يكشف بشكل كبير مدى تماهل الحكومات المتعاقبة عن استحداث وتبليط طرق جديدة، والانشغال في قشط وإعادة تبليط الطرق القديمة ذاتها او بناء مجسرات فيها.

وفيما يخص عدد الجسور، فان بغداد تحتوي اقل عدد من الجسور على مستوى العراق مقارنة بالمحافظات الأخرى، حيث تمتلك بغداد 23 جسرا ومجسرا فقط من أصل 757 جسرا في العراق، هذا يعني ان بغداد تمتلك 3% فقط من اجمالي جسور العراق.

Leave a Comment