متابعة موصل تايم

لم تكن حادثة مقتل الصحفي والباحث الاقتصادي ليث محمد رضا، حادثة كغيرها من الحوادث اليومية المشابهة التي يكون للسلاح فيها الصوت الأعلى، فالضحية هو ابن الأسرة الصحفية، وكانت الأخبار التي تكتب عنه من قبل الصحفيين، تخرج من انامل واذهان وقلوب تعرف الضحية جيدًا، ودماثة خلقه وتميزه وانفراده بمجاله كصحفي اقتصادي ومتحدث فصيح اللسان وطالب يعمل على اطروحته للدكتوراه، لذلك لم يكن مجرد خبر تتم تغطيته بمشاعر مجردة.

ليس على الصعيد العاطفي فحسب، بل فتحت حادثة مقتل رضا، النقاش والتفكير عن ثنائية السلاح المتاح للجميع ولاسيما الفئات والشخصيات التي غالبًا ما تكون غير متعلمة ومنغمسة بنشوة الشعور بالسلطة والأموال، بالمقابل، لا يكون السلاح حصة المتعلمين والمثقفين والشخصيات الفريدة التي يكون فقدانها خسارة من نوع ما للمجتمع ولأهله وللبلد حتى، لذلك دائما ما تكون هذه الشخصيات هي ضحية هذا السلاح، الذي قامت وزارة الداخلية بتوسيع الفئات المسموح لها بحمل او حيازة السلاح، ابتداءً من إضافة 4 فئات جديدة يحق لها حمل السلاح، وليس انتهاء بتسجيل الأسلحة والسماح لكل منزل بحيازة سلاح خفيف “مسدس او كلاشنكوف”، دون مراعاة لمدى أهلية حائزي وحاملي السلاح وإمكانية تمتعهم بما يعرف بـ”ضبط النار”.

رافقت عملية مقتل او “استشهاد” ليث محمد رضا، لكونه قتل اثناء دفاعه عن نفسه، الكثير من المعلومات المتضاربة والمتداخلة، بين اغتيال ومشاجرة، واخرون تحدثوا عن صلة القاتل بشخصيات سياسية، لكن عمومًا فإن المعلومات شبه النهائية، تؤكد أن رضا دخل بمشاجرة مع شخص اخر يسكن في نفس الزقاق نتيجة مروره بالزقاق مسرعا في عجلته الـ”جي كلاس” ولا تحمل أوراقا مرورية، ودخلوا بنقاش ، كما يظهر مقطع الفيديو الذي وثق الحادثة.

بعد ذلك، تحولت عملية الملاسنة التي بدأت بين الطرفين اثناء الحديث، ليقوم الجاني بمد يده وضرب الضحية بوجهه، ما دفع الضحية ليث للرد واقدم على لكم الجاني بوجهه، ليذهب الاخر ويخرج السلاح “مسدس” من عجلته ويلاحق الضحية الذي تمكن من الاشتباك معه مرة أخرى ومحاولته سحب المسدس من يد الجاني، الا ان العملية انتهت باطلاق النار لعدة مرات قبل ان يصيبه بالمرة الأخيرة بينما كان يحاول الضحية الاحتماء بالجدار او الهرب بعيدا عن “جنون الرصاصات” التي لا تعرف شجاعة.

تقول المعلومات، ان القاتل هو نجل عائلة ثرية، ووالده تاجر “انتيكات” كبير ومعروف ببغداد، لكنه لديه علاقات واسعة مع شخصيات وقوى سياسية مختلفة، بالرغم من خروج تصريحات عن كونه “مستشارا للحلبوسي” واخرون قالوا انه مقرب من احد الفصائل، الا ان لا معلومات موثقة عن طبيعة الصلة التي تربط والد القاتل بالسياسة، سوى انه صديق للعديد من الشخصيات السياسية.

وتظهر نتائج التشريح، ان الضحية، فقد حياته نتيجة نزف الكثير من الدماء، حيث انه أصيب برصاصتين الأولى في الساق، والأخرى في الكتف الايسر باتجاه القلب.

وتؤكد المعلومات انه لم يتم اعتقال الجاني حتى الان، بالرغم من ملاحقته منذ يوم امس، في عملية تفتح التساؤلات عن الأسباب الحقيقية وراء عدم اعتقاله والتوصل اليه حتى الان، ففي حوادث سابقة، كانت القوات الأمنية تتوصل سريعا الى الجاني، وسط مخاوف من ان يؤدي مركز القاتل ووالده وعلاقاتهم السياسية، الى تسويف عملية اعتقاله والتأثير على سير التحقيقات وإمكانية القصاص منه.

Leave a Comment