موصل تايم

كشفت مصادر مطلعة أن الساعات التي سبقت إعلان أول أيام عيد الفطر المبارك في العراق، شهدت اتصالات مكثفة وتدخلات مباشرة من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بهدف توحيد الموقف بين المرجعيات السنية حول موعد العيد، بعد انقسام نادر في الآراء الفقهية بين المذاهب الإسلامية داخل البلاد.

ووفقًا للمصادر، فإن رئيس الوزراء وكبار علماء السنة تبادلوا الاتصالات حتى ساعة متأخرة من ليل السبت، في محاولة للوصول إلى إعلان موحّد، وسط انقسام واضح بين من يرى كفاية ثبوت الهلال في أي بلد إسلامي لإعلان العيد، وهو الرأي السائد في المذهب الحنفي، وبين من يشترط رؤية الهلال في كل بلد وفق أفقه، وهو الرأي الذي يأخذ به المذهب الشافعي.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد امتد النقاش داخل المجمع الفقهي العراقي لما يقارب خمس ساعات بعد غروب الشمس، وسط ارتباك غير مسبوق، قبل أن يُحسم الأمر باعتماد الرأي الشافعي هذا العام، رغم أن المذهب الحنفي كان طيلة السنوات السابقة هو المرجع الأساسي في تحديد المواعيد الدينية لدى غالبية علماء السنة في العراق.

المصادر أكدت أن السوداني التمس الاستفادة من مساحة التنوع الفقهي والاجتهادات الشرعية للوصول إلى صيغة تُجنّب العراقيين مزيدًا من الانقسام، خاصة في ظل إعلانات متفرقة بدأت تصدر من دول عربية مثل مصر وسوريا والأردن وعُمان، والتي قررت أن يكون الإثنين هو أول أيام عيد الفطر، مما دفع إلى الميل أكثر لاعتماد هذا التوقيت.

ووصفت المصادر ما حدث بـ”السابقة”، مشيرة إلى أن “الشافعية شفعت” هذا العام في حسم الخلاف، فيما بدا أن إقليم كردستان، المعروف باتباعه للمذهب الشافعي، اختار الميل إلى الرأي الحنفي هذه المرة، ما يعكس عمق التباين الذي شهدته الساحة الدينية في هذه المناسبة.

وبذلك، يُسجَّل هذا العيد باعتباره واحدًا من أكثر المواسم تعقيدًا في مسار إعلان المناسبات الدينية لدى مكون رئيس في العراق، وسط حضور لافت للبعد السياسي والديني في آن واحد.

Leave a Comment