موصل تايم
تسعى السعودية المستاءة من الإنتاج الزائد من كازاخستان والعراق وعدم التزامهما بحصتهما الإنتاجية نحو تسريع الزيادة في انتاج النفط في حزيران القادم والتي قد تماثل الزيادة في شهر آيار الحالي البالغة 411 الف برميل يوميا وهذا ما سيدفع أسعار النفط الى مزيد من الانخفاضات في وقت تحوم فيه أسعار النفط قرب أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات وسط حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين ومخاوف من فائض المعروض، بحسب الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي.
ويقول المرسومي في تدوينة ان العراق يحتاج الى موارد مالية نفطية كبيرة لتغطية الانفاق العام المتعاظم، فيما تعطي كازاخستان التي تصدر نحو 1.2 مليون برميل يوميا الأولوية للمصالح الوطنية على مصالح تحالف أوبك+ عند تحديد مستويات إنتاج النفط، حيث أكد وزير الطاقة القازاخستاني المُعين حديثًا، إرلان أكينزينوف، أن بلاده لم تتمكن من خفض إنتاج النفط في مشروعاتها الـ3 الكبرى نظرًا إلى سيطرة شركات أجنبية كبرى عليها.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة “ذا انسايدر”، الأحد الماضي، عن نفذ صبر السعودية على خرق العراق ودول اخرى في منظمة الدول المنتجة للنفط “أوبك” سقف الإنتاج، وهو ما أدى لخفض أسعار النفط وتهديد مشاريعها ورؤية العام 2030، مشيرة في الوقت ذاته الى أن غضب السعودية قد يدفعها لشن حرب أسعار تحد بها من تجاوز البلدان الثلاث.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن “تجاوز انتاج العراق من النفط أثار غضب وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، وهو نفس الرجل الذي تسبب في انهيار أسعار النفط قبل خمس سنوات”.
واضافت، ان “الأمير عبد العزيز بن سلمان “لاعبٌ قويٌّ للغاية”، وفلسفته هي “ركل من هو على وشك السقوط”، ولا يتسامح إطلاقًا مع المُخادعين الذين يتجاوزون حدود إنتاجهم النفطي، فهو لا يُحبّذ مُساعدة من يستفيدون من مكاسب أوبك، لهذا السبب، يُخفّض الأسعار من حين لآخر – ويفعل ذلك تحديدًا في أكثر اللحظات فعالية، عندما تكون الأسعار في طريقها إلى الانخفاض”، على حد تعبير الصحيفة.
وأوضحت، أن “ما أثار غضب عبد العزيز حقًا هو سلوك ثلاث دول الى جانب روسيا، وهي العراق وكازاخستان والإمارات العربية المتحدة، وقد تجاوزت حصصهم الإنتاجية منذ فترة طويلة بنسب كبيرة، إضافةً إلى ذلك، تخشى السعودية فقدان حصتها السوقية لصالح لاعبين مثل: الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا، ولذلك تستعد السعودية للانتقال إلى الخطة البديلة: زيادة الإنتاج واستغلال انخفاض الأسعار لإقصاء المنافسين ذوي تكاليف الإنتاج المرتفعة”.
ووفقا لتقرير الصحيفة فإن “الطاقة الإنتاجية الاحتياطية للنفط في الشرق الأوسط بلغت 4.8 ملايين برميل يوميًا في فبراير، وللمقارنة، بلغ إنتاج العراق ثاني أكبر منتج في أوبك 4.2 ملايين برميل يوميًا في الشهر نفسه”.