موصل تايم
كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم السبت (11 تشرين الاول 2025)، عن تفاصيل اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام، مشيراً إلى أن هذا الاتصال أعقبه استدعاء السفير الإيراني في موسكو، كاظم جلالي، وتسليمه رسالة من الجانب الروسي تضمنت ضمانات بعدم شن إسرائيل أي عدوان جديد على إيران.
وقال عراقجي في مقابلة تلفزيونية تابعتها “موصل تايم”، إن الرسالة التي نقلها الجانب الروسي تمثل “إشارة دبلوماسية مهمة تهدف إلى تهدئة التوترات في المنطقة”، مؤكداً أن طهران تتابع عن كثب جميع القنوات السياسية لتأمين أمنها واستقرار المنطقة.
وأوضح أن الاتصال بين بوتين ونتنياهو جاء في إطار التنسيق المستمر بين طهران وموسكو، مشدداً على أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتجنب أي تصعيد عسكري محتمل من جانب إسرائيل أو أي طرف آخر في المنطقة.
وأشار إلى أن إيران تواصل العمل من خلال الوساطات الدولية لضمان حماية مصالحها الوطنية، مبيّناً استعدادها لاستخدام جميع أدوات الدبلوماسية لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وأكد عراقجي أن إيران لا ترى في الوقت الراهن أي أساس لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة، موضحاً أن بلاده مستعدة للحوار فقط إذا طُرح اتفاق يضمن مصالحها الوطنية.
وأضاف أن “الأميركيين يسعون إلى الحوار، لكن إيران تشترط أن يكون من موقع الندّية والمصالح المتبادلة، وألا يتحول إلى إملاءات سياسية”، لافتاً إلى أن المباحثات المحتملة يجب أن تقتصر على الملف النووي دون توسيعها إلى قضايا إقليمية.
وحول “اتفاق القاهرة”، أشار عراقجي إلى أنه تم توقيعه بعد تغيّر المعادلة الميدانية والهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت إيران النووية، لكنه عُلّق بعد إعادة فرض العقوبات.
وقال: “أكدت منذ البداية أن تنفيذ اتفاق القاهرة مشروط بعدم اتخاذ مجلس الأمن أي إجراءات غير قانونية، وسنعود إليه فقط إذا اقتضت المصلحة الوطنية”.
وفي ما يتعلق بتقارير تحدثت عن اتصالات أميركية غير معلنة، نفى عراقجي إجراء أي اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لكنه أوضح أن تبادل الرسائل يجري عبر وسطاء إقليميين ودوليين.
وأضاف أن ويتكوف “طلب لقاءً مباشرًا مع الوفد الإيراني، غير أن طهران اشترطت مشاركة الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا)، وهو ما رفضه الجانب الأميركي”.
وأوضح الوزير الإيراني أن بلاده قدّمت اقتراحًا منطقيًا أفشل ذرائع واشنطن، لكن الأخيرة أوقفت المفاوضات بسبب شروطها المسبقة “غير المقبولة”، مبيناً أن الولايات المتحدة “طالبت باتفاق مسبق قبل بدء الحوار، وهو ما اعتبرناه إملاءً مرفوضاً”.
وأكد أن “حق التخصيب النووي خط أحمر بالنسبة لطهران، وأي مفاوضات يجب أن تكون متوازنة وعادلة وقائمة على الاحترام المتبادل”.
وفي ما يخص الموقف الأوروبي، قال عراقجي إن “الدول الأوروبية الثلاث أثبتت أنها بلا قرار مستقل، وأن تجارب الماضي أظهرت أن التفاوض معها غير مجدٍ”، لكنه أضاف أن إيران ما زالت “مستعدة للنظر في أي مقترحات عادلة ومتوازنة تعزز الشفافية وتبني الثقة، شرط رفع العقوبات الجائرة واتخاذ خطوات مقابلة من الطرف الآخر”.