موصل تايم

أكد أستاذ العلوم السياسية خليفة التميمي، اليوم الأربعاء (22 تشرين الأول 2025)، أن العراق يسعى إلى خلق توازن دقيق بين المصالح الإيرانية والأمريكية، مشيرا إلى أن زيارة مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي إلى طهران تأتي ضمن هذا المسار الحساس الذي تحاول بغداد السير فيه منذ سنوات.

وقال التميمي لـ”موصل تايم”، إن “العراق يمثل ساحة مركزية تتقاطع فيها المصالح الإيرانية والأمريكية، وتحاول الحكومة أن تتعامل مع هذا الواقع بقدر عال من الحذر والمرونة، لتجنب أي ارتدادات أو صدامات غير مرغوبة داخليا أو إقليميا”.

وأضاف أن “تعيين البيت الأبيض ممثلا خاصا لإدارة المصالح الأمريكية في بغداد بدلا عن السفارة التقليدية، يعكس تحولا في طريقة واشنطن بإدارة علاقتها مع العراق، وربما يشير إلى دخول العلاقة بين البلدين مرحلة جديدة ذات طابع أكثر مباشرة وحساسية”.

وبيّن التميمي أن “المعطيات الأخيرة تكشف عن خطوط حمراء أمريكية تتعلق بتقليص مستوى التعاون بين بغداد وطهران، إلى جانب ملفات تخص الحشد الشعبي وقضايا أمنية داخلية”، موضحا أن “هذا التطور يضع الحكومة العراقية أمام تحد حقيقي في الحفاظ على توازن علاقاتها الإقليمية”.

وأشار إلى أن “زيارة الأعرجي إلى طهران في هذا التوقيت تحمل بعدا استراتيجيا، إذ يُرجح أن بغداد تسعى لتقديم رؤيتها الخاصة بشأن شكل العلاقة المقبلة بين الأطراف الثلاثة، العراق، إيران، والولايات المتحدة، في ظل سعيها إلى لعب دور الوسيط لا ساحة الصراع”.

وختم التميمي بالقول إن “طهران تدرك تماما طبيعة موقع العراق وتعقيدات موقفه، وربما ترى في هذه الزيارة فرصة لفتح قنوات تفاهم غير مباشرة مع واشنطن، تتجاوز الملف العراقي إلى قضايا أوسع تتعلق بالعقوبات والتهدئة الإقليمية، خصوصاً بعد تصاعد التوتر الذي شهده منتصف العام الجاري”.

وتأتي زيارة الأعرجي إلى طهران في وقت تشهد فيه المنطقة إعادة رسم لمعادلات النفوذ الأمريكي والإيراني في العراق، بالتزامن مع مؤشرات على تبدل النهج الأمريكي في إدارة العلاقات مع بغداد بعد إعلان البيت الأبيض عن تعيين ممثل خاص بدلا عن السفير.

ويرى مراقبون أن هذا التحول يضع العراق أمام تحد مزدوج، بين الحفاظ على توازنه الاستراتيجي دون خسارة أحد الطرفين، وفي الوقت نفسه حماية مصالحه الوطنية وسط سباق النفوذ بين واشنطن وطهران.

Leave a Comment