موصل تايم
اثار غياب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني عن الاجتماع الأخير لقوى الإطار التنسيقي، الذي عُقد في توقيت وصف بأنه من الأكثر حساسية في المرحلة الراهنة، سلسلة تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين الحكومة والجهات السياسية الداعمة لها، واتجاهات المشهد السياسي المقبل في البلاد.
وقال أستاذ العلوم السياسية جاسم الحريري في تصريح لـ”موصل تايم”، الخميس (6 تشرين الثاني 2025) إن “غياب السوداني لا يمكن اعتباره مجرد أمر بروتوكولي عابر، بل يحمل دلالات سياسية عميقة، لاسيما في ظل تصاعد الملفات الضاغطة المتعلقة بإدارة الدولة، واقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، والتوترات الإقليمية التي تترك أثرها المباشر على الداخل العراقي”.
وأوضح الحريري أن “هذا الغياب يعكس رغبة رئيس الوزراء في تأكيد استقلالية القرار الحكومي عن تأثيرات الكتل السياسية، والسعي لترسيخ صورة الدولة التي تقودها المؤسسات التنفيذية لا الأحزاب”، مبينا أن “الخلافات المكتومة داخل الإطار التنسيقي بشأن النفوذ ومسارات الإصلاح تضيف بعداً آخر لهذا الغياب”.
وأضاف أن “السوداني يحاول الموازنة بين ضغوط الداخل وتحديات الخارج، في وقت يواجه فيه العراق ملفات معقدة تتعلق بالأمن والطاقة والعلاقات مع الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن “قوى الإطار التنسيقي ترغب في إبقاء السوداني قريباً منها سياسياً وضامناً لمصالحها، في حين يسعى هو لترسيخ موقعه كقائد تنفيذي للدولة لا كواجهة لحزب أو تيار”.
وختم الحريري بالقول إن “استمرار تباعد المواقف بين السوداني وقوى الإطار من دون تفاهمات واضحة، قد يفتح الباب أمام تحديات أكبر للحكومة في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تصاعد الدعوات الشعبية والسياسية لإجراء إصلاحات ملموسة وتحقيق استقرار سياسي واقتصادي حقيقي”.
يأتي غياب رئيس الوزراء عن اجتماع الإطار التنسيقي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية العراقية توترا مكتوما بين الحكومة والقوى الداعمة لها، وسط تصاعد النقاش حول الانتخابات البرلمانية المقبلة، وملفات الإصلاح والإدارة والاقتصاد.
ويعد الإطار التنسيقي، الذي يضم أبرز القوى الشيعية الداعمة للحكومة، الركيزة السياسية الأساسية التي أوصلت السوداني إلى رئاسة الوزراء، إلا أن الأشهر الأخيرة شهدت تباينات متزايدة في المواقف بشأن توزيع النفوذ وآليات صنع القرار داخل الدولة.
