بغداد اليوم – بغداد 

في تقرير جديد نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أشادت الصحيفة بتحركات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، معتبرةً أنه يحاول “تحقيق المستحيل” عبر بناء دولة عراقية مستقلة عن النفوذين الأمريكي والإيراني المتصارعين داخل البلاد.

وذكرت الصحيفة، بحسب ما ترجمه راديو “موصل تايم”، أن السوداني “سعى منذ توليه رئاسة الحكومة إلى تثبيت معادلة توازن دقيقة بين واشنطن وطهران”، مشيرةً إلى أن هذه المساعي أثمرت عن إبعاد العراق عن دائرة الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في الأشهر الماضية، في وقتٍ كانت فيه المنطقة على شفا مواجهة شاملة.

يرى التقرير أن السوداني “يحاول تحقيق ما فشل فيه أسلافه من رؤساء الحكومات في العراق منذ عام 2003″، عبر تأسيس نموذج حكم يوازن بين المصالح الإقليمية ويكرّس مبدأ الدولة المستقلة عن تأثير القوى الخارجية.

وتشير الصحيفة إلى أن السوداني “يتحرك بين ضغطين متناقضين؛ الأول من واشنطن التي تسعى لتقليص نفوذ الفصائل المسلحة، والثاني من طهران التي تراقب بعين القلق أي خطوات قد تمس حضورها الأمني والسياسي داخل العراق”.

وتابعت الصحيفة أن “فرص السوداني في تولي ولاية ثانية بعد الانتخابات المقبلة لا تزال غير مرجحة”، موضحةً أن النظام السياسي القائم في العراق يمنح سلطة تشكيل الحكومة للتحالفات داخل الإطار التنسيقي، الذي قالت إنه “يضم قوى لا تؤيد تجديد ولايته”.

وترى وول ستريت جورنال أن التوازنات الداخلية في الإطار التنسيقي “تجعل بقاء السوداني في منصبه مرتبطًا بتفاهمات معقدة تتجاوز صناديق الاقتراع إلى حسابات النفوذ والمصالح بين القوى الشيعية”.

وفي ختام التقرير، أشارت الصحيفة إلى أن السوداني “قد يحظى بدعم أمريكي في المرحلة المقبلة لتوليه رئاسة الحكومة مجددًا”، لكن هذا الدعم – بحسبها – يبقى مشروطًا بمدى التزامه بتحقيق المطالب الأمريكية، وخصوصًا فيما يتعلق بـ تحسين بيئة الاستثمار أمام الشركات الأمريكية ومعالجة نشاط الفصائل المسلحة التي تستهدف القوات الأمريكية في العراق.

ويخلص التقرير إلى أن واشنطن “تراقب السوداني كخيار توازني في لحظة حرجة من المشهد الإقليمي”، لكنها في الوقت نفسه تتعامل معه بحذر، خشية أن يتحول مشروعه للاستقلال إلى معادلة تفقد فيها الولايات المتحدة نفوذها في العراق لصالح أطراف أخرى.

Leave a Comment