موصل تايم
أكد عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية أنمار الجبوري ، اليوم الجمعة (21 تشرين الثاني 2025)، أن العراق دخل دائرة الجفاف الحاد قبل ٦ أشهر، مشيراً إلى أن امتداد الأزمة إلى محطات الإسالة لم يكن مفاجئاً، فيما شدّد على أن أمطار تشرين الثاني “ليست طوق نجاة” وسط مبالغة في تقدير تأثيرها.
وقال الجبوري لـ موصل تايم إن “أزمة الجفاف الحاد في العراق واضحة ولا يختلف عليها اثنان، وكل بيانات وزارة الموارد المائية بشأن الخزين في السدود الاستراتيجية وخطورة الوضع تدل على أننا نمرّ بأسوأ موجة جفاف منذ أكثر من 100 عام”.
وأضاف أن “مساحات واسعة من البلاد، خصوصاً محافظات الجنوب والفرات الأوسط، دخلت فعلياً الدائرة الحمراء، مع تفاقم آثار الجفاف في الأرياف والأهوار من نفوق الثروة الحيوانية والأسماك وصولاً إلى ارتفاع معدلات النزوح”.
وأشار الجبوري إلى أن “العديد من محطات الإسالة في محافظات الجنوب والفرات الأوسط توقفت تماماً عن تزويد الأهالي بالمياه الصالحة للشرب بسبب نقص الخام المائي، كما أن تعليمات وزارة الموارد المائية لوزارة البلديات باعتماد نظام المراشنة تعكس مستوى الخطورة المائية”.
ولفت إلى أن “ردم آلاف البحيرات المتجاوزة، إضافة إلى إيقاف محطات غسل المركبات، يأتي ضمن محاولات الحد من الهدر، إلا أن حجم الأزمة أكبر بكثير”، مبيناً أن “الاتفاقية الموقّعة مع أنقرة قبل نحو أسبوعين لم تُحدث حتى الآن أي تغيير حقيقي في زيادة الإطلاقات المائية من دجلة والفرات”.
وختم الجبوري حديثه بالقول إن “أمطار تشرين الثاني لا تشكّل طوق نجاة، لأنها جاءت بعد ثمانية أشهر من الجفاف المتواصل، وبالتالي فإن وضع العراق المائي لا يزال في منطقة الخطر الشديد”.
إلى ذلك أكد مرصد العراق الأخضر، السبت (1 تشرين الثاني 2025)، أن العراق بحاجة إلى أمطار متواصلة لأكثر من ثلاثة أشهر وبمعدلات عالية من أجل رفع مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات، وفي النواظم والسدود التي تكاد تكون قد فرغت من المياه.
وقال المرصد في بيان تلقاه “موصل تايم”، إن “الحكومة الحالية تناست تماماً ملف المياه مقابل انشغالها بملفات سياسية واقتصادية وصراعات داخلية، ما أدى إلى تفاقم الأزمة في الوقت الراهن، لتطال آثار الجفاف ليس المحافظات الجنوبية فحسب، بل تمتد أيضاً إلى المناطق الغربية وشمال بغداد وغيرها”.
وأضاف أن “ملف المياه يمر بأسوأ حالاته، حيث يواجه العراق الأزمة الأشد منذ 90 عاماً، بحسب اعتراف وزير الموارد المائية”، مبيناً أن “مخزون المياه قد ينخفض خلال الأشهر المقبلة إلى أقل من 4% في حال تأخر سقوط الأمطار في بغداد وبقية المحافظات”.
وأكد المرصد أن “الأمطار المتفرقة أو المحدودة لن تكون كافية لرفع مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات والسدود والنواظم، لأن العراق يحتاج إلى كميات أمطار تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر على الأقل وبمعدلات سقوط عالية، لتأمين احتياجات فصل الصيف المقبل من الزراعة والاستهلاك البشري”.
وحذر المرصد من “تعرض العراق لخديعة جديدة من قبل تركيا”، بعد إعلانها الموافقة على إطلاق مليار متر مكعب من المياه في نهري دجلة والفرات، وأن هذه الكمية تعد كبيرة جداً بحيث لا يمكن أن تُطلقها أنقرة دون مقابل”، منوهاً إلى أن “تركيا تسعى من خلال ذلك إلى الضغط على العراق لتقديم تنازلات سياسية وأمنية واقتصادية خلال المرحلة المقبلة”.
