شهدت الأقسام الداخلية للطالبات في جامعة الموصل، أمس الجمعة، حادثة حريق أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بين رواية الدفاع المدني ورواية الجامعة، وبين شهادات من مصادر طبية وطالبات داخل المجمع.

ملابسات الحادث وفق الدفاع المدني

أفادت مديرية الدفاع المدني بأن فرقها تلقّت بلاغاً عن اندلاع حريق داخل أحد المطابخ في الأقسام الداخلية، وتمكنت من السيطرة عليه. وأشارت التقارير الأولية إلى أن الحريق نجم عن تسرب في غاز الطبخ، ما أدى إلى إصابة طالبة بحروق، نُقلت على إثرها إلى مستشفى الحروق في الموصل حيث ترقد تحت العلاج.

رواية جامعة الموصل

وفي بيان رسمي، نفت الجامعة تماماً وجود أي تسرب غاز داخل الأقسام الداخلية، مؤكدة أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الحريق وقع بسبب إهمال شخصي عند قيام الطالبة بإعادة تعبئة مدفأة تعمل بالنفط، مما تسبب بتلوث ملابسها بالوقود. وبحسب البيان، فقد اشتعلت النيران لحظة إشعال الطباخ، ما أدى إلى إصابتها بحروق موضعية، فيما نقلت المشرفة الطالبة فوراً إلى المستشفى، وتؤكد الجامعة أن حالتها مستقرة.

وأضافت الجامعة أن فحص المنظومة الغازية من قبل فرق الصيانة والدفاع المدني أظهر عدم وجود أي خلل أو تسريب، داعيةً إلى تحري الدقة وعدم تداول معلومات “مبالغ بها” على حد تعبيرها.

مصادر صحية: إصابات أخرى بسبب اختناق وصدمة

على خلاف بيان الجامعة، كشفت مصادر في صحة نينوى بتصريحات تابعتها “موصل تايم” أن عدد المصابات بلغ خمس طالبات، إحداهن تعرضت لحروق، فيما أصيبت أربع طالبات بحالات إغماء واختناق نتيجة الدخان والصدمة النفسية.
وبحسب المصادر، جرى نقل الطالبات ومن بينهن طالبتين شقيقتين إلى مستشفى السلام، حيث تلقوا العلاج وغادروا لاحقاً بعد تحسن حالتهما.

شهادات من داخل الأقسام الداخلية

مصادر طلابية تحدثت عن وجود بلاغات سابقة بخصوص رائحة غاز داخل بعض وحدات السكن، قالت الطالبات إنها لم تُؤخذ بجدية من قبل إدارة الأقسام، وهو ما يتعارض مع رواية الجامعة التي نفت تماماً وجود أي تسرب.

خلاصة المشهد

الحادثة ما تزال محاطة بتضارب في المعلومات بين الجهات الرسمية والمصادر الصحية وشهادات الطالبات.
وبينما تقلّل الجامعة من حجم الحادث وتؤكد أنه مجرد “خطأ فردي”، تشير روايات أخرى إلى إهمال في إجراءات السلامة داخل الأقسام الداخلية، الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات حول واقع الأمان داخل المجمعات الطلابية في الموصل، وضرورة مراجعة أنظمة الوقاية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث

Leave a Comment